م.علي سعده
م.علي سعده


نقطة علي حرف

علي سعده يكتب .. القاتل الحقيقي

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 24 يونيو 2022 - 12:52 م

لاشك أن ذبح طالبة المنصورة نيرة أشرف جريمة شنعاء هزت كيان الشعب المصري بأكمله .. وانقسمت فئاته تكيل الاتهامات يمينا ويسارا كل حسب هواه وعقيدته وفكره .. رأينا فكرا سلبيا يتهم المجني عليها ان عدم ارتدائها الحجاب هو سبب قتلها  ولم لا فبعض من يرتدون ثياب رجال الدين يحرضون بشدة علي العنف ضد النساء الغير محجبات ولا ننسي قول أحدهم  " ممكن يشوهك عادي ويحرمك من جمالك ممكن يكتفك ويذلك ممكن يستعبدك هو الأقوي وطبيعي سيفرتكك" وتبعه قول مولانا الناصح لكل فتاه وسيدة بارتداء القفه حتي ينجين من الموت 

ردا علي هؤلاء جاءت فتوي دار الافتاء المصرية في الوقت المناسب لتقول بحزم نصا مفحما لهؤلاء المعاقين كان كما يلي :
"من واجب العلماء اختيار الاسلوب المناسب في الحدث المناسب وليس من طريقة اهل العلم الراسخين لوم الناس علي اي تقصير في وقت المصائب والبلايا بل الواجب تسليتهم ومواساتهم وما اعتاده بعض المدعين عند حدوث حالات اعتداء علي الفتيات من تحرش أو قتل من ربط ذلك بترك الحجاب هو حديث فتنة وليس له علاقة بالمنهج الصحيح وفيه تحريض علي العدوان علي المرأة وتحقيرها" .
وأكد فضيله شيخ الازهر علي كلام دار الافتاء وليبرئ ساحة زي المرأة أو حجابها من اتهامات المنحرفين فقال نصا : "تصوير المرأة التي لاترتدي الحجاب أنها خارجة عن الأسلام أمر لايجوز ولكن حكمها أنها عاصية فهي كبقية المعاصي وهذه المعصية ليست من الكبائر فترك الحجاب مثلا أقل من الكذب ".
وعلي الجانب الاخر تمادي البعض ليدافع باستماتة عن القاتل مؤكدين حسن خلقه وتفوقه الدراسي 
وتعرضه لضغوط نفسيه من المجني عليها ادت لتهوره في لحظة غضب فقام بطعن الفتاه بالسكين وقتلها ويطالبون ببراءته او وضعه في مصحة نفسية . 
رأينا ايضا من يتهم كلية الاداب التي تضم الجاني والمجني عليها بانها السبب لعدم اهتمامها باحتواء الطلاب والطالبات اجتماعيا ونفسيا لتفادي الانحراف الخلقي والنفسي .
مع احترامي لكل ماسبق من آراء تتهم الشاب او الفتاة او الجامعة او الخطاب الديني او .. او.. الا أن رؤيتي قد تكون مختلفة . فالجريمة تتكرر الاف المرات في كل دول العالم المتحضر والمتخلف ايضا .. ودعنا نتعلم من الدول المتحضرة كيف يتصرفون لتفادي  او التقليل من تلك  الجرائم البشعة. 
عندما يهدد شاب فتاة بالقتل تقوم الشرطه بأخذ الموضوع علي محمل الجد فورا فتلقي القبض علي المهدد وتجبره علي كتابة اقرارا بعدم التعرض للفتاة وتحدد له مساحات مسار الفتاة يمنع من الاقتراب منها تماما .. وفي حاله تواجده بالقرب منها يتم القبض عليه مره اخري والقاءوه في السجن لمده اسبوع .. ولو تكرر ذلك تضاعف العقوبة .
ماذا حدث عندنا ؟؟ والد الفتاة ابلغ الشرطة بالتهديد فأكتفت بتحرير محضر بذلك ولم تهتم بابعاد الشاب او حتي تحذيره.. فلجأ الاب الي النيابة وحضر احد أقارب الجاني وتعهد بعدم التعرض وانتهي الامر . 
لم يجد القاتل مايردعه عن ارتكاب الجريمة بل تجرأ وقتل المجني عليها في وضح النهار وفي الشارع ووسط المارة .
الحادث ليس الاول من نوعه ولن يكون الاخير .. لكن يجب علينا بدلا من القاء الاتهامات جزافا ان نتعلم كيف تتعامل الدول المتقدمة مع الجرائم والمجرمين .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة